الخدمة الاجتماعية ودورها في التعامل مع ظاهرة العنف ضد المرأة
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
الخدمة الاجتماعية مهنة إنسانية ، تهتم بالإسهام الإِيجابي في توفير الخدمات على كافة أشكالها ، لمختلف فئات المجتمع ، وفق طرق علمية منظمة ، يمارسها أخصائيون اجتماعيون معدون إعداداً علمياً ومهنياً ، في إطار الاستفادة من كافة الموارد المتاحة في المجتمع ، والتي يمكن إتاحتها لتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها المختلفة ، وتتعامل مع العديد من الحالات والظواهر الاجتماعية السلبية ، بغية إيجاد حلول للإشكالات الاجتماعية الناتجة عنها ، والتي من بينها ظاهرة العنف ضد المرأة ، التي تعدُّ من أبرز السلوكيات السلبية التي تمس كيان المجتمع من خلال ما ينتج عنها من آثار خطيرة ومدمِّرة لكيان المجتمع ، ممَّا يتطلب مواجهتها والتقليل من حجم الآثار المترتبة عليها ، وذلك بتعزيز برامج التوعية ، ودعم الإمكانات المادية والبشرية المؤهلة للتعامل مع قضايا العنف، وأن تكون المعالجة شاملة لكافة الأبعاد المرتبطة بظاهرة العنف ضد المرأة نفسياً واجتماعياً وتربوياً وإعلامياً وثقافياً وأمنياً، وتأخذ بعين الاعتبار كل من له صلة بقضية العنف ضد المرأة ، فمهنة الخدمة الاجتماعية تولي اهتماماً خاصاً بفئة النساء التي تمثل نصف المجتمع ، وأكثر فئات المجتمع حاجة إلى خدمات الأخصائيين الاجتماعيين ، وخاصة في ظل التغييرات العصرية التي أثَّرت على أوضاع المرأة ، حيثُ يعدُّ مجال رعاية المرأة من أهم ميادين الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية فهي تسعى لتمكين المرأة من التوافق مع البيئة الاجتماعية التي تعيش فيها ، وتعمل علي تهيئة الظروف المناسبة التي تمكنها من الحياة الكريمة في المجتمع ، فالمرأة إنسان له الحق في الحياة الآمنة المطمئنة السعيدة في جميع مراحل نموها وتطورها ، لذا يجب أن تتمتع بها ، كما تتمتع بها فئة الذكور في المجتمع . لذلك فإنَّ هذه الدراسة تركِّز على دوافع العنف ضد المرأة في المجتمع العربي عامة والليبي خاصة وتبرز بشكل واضح أهم الآثار الناتجة عن هذه الظاهرة من منظور مهنة الخدمة الاجتماعية ، كما أنَّ هذه الدراسة تبرز ما تمًّ التوصل إليه في هذا الموضوع من دراسات سابقة ونظريات مفسًّرة لظاهرة العنف .