المُؤرخون المسلمون والفتنة الكبرى (الخلفيَّة والمنهج والنظرة النقدية)
المُؤرخون المسلمون والفتنة الكبرى
الكلمات المفتاحية:
الفتنة الكبرى، تدوين التاريخ الإسلامي، الروايات التاريخية، الإخباريين، المؤرخينالملخص
يتناول هذا البحث بالدراسة والتحليل إشكالية تدوين الفتنة الكبرى في التراث الإسلامي، ولا يهدف البحث إلى إعادة سرد أحداث الفتنة الكبرى (35-41هـ/656-661م)، بل إلى دراسة المؤرخين، الذين تصدوا لهذه المهمة، وكشف خلفياتهم، ومناهجهم، والنظرة النقدية الحديثة لهم.
يجادل البحث بأن تاريخ الفتنة -كما وصل إلينا -ليس تسجيلاً مباشراً، بل هو بناء تاريخي مركب، تم تجميعه وتدوينه بعد الحدث بقرون في سياقات سياسية ومذهبية مختلفة؛ حيث يستعرض مدارس تدوين التاريخ المختلفة، والتي اتسمت كل منها بخاصية مختلفة من أهمها: الرواة الأوائل (الإخباريين)، مثل: أبي مخنف وسيف بن عمر، والمصنفين الكبار كالطبري والبلاذري، مُبيناً كيف شكَّلت انحيازاتهم المادة الخام.
ثم يُحلل الانقسام الجذري في الروايات، مفصلاً الخط الأول (رواية المؤامرة)، الذي يُرجع الفتنة إلى محرض خارجي وهو عبد الله بن سبأ، والخط الثاني (رواية الصراع الداخلي)، الذي يركز على الأسباب الاقتصادية والاجتماعية الحقيقية كجوهر للأزمة، ويتناول بالتحليل كيفية تعامل المؤرخين العظام (الطبري، البلاذري، وابن كثير) مع هذا التناقض الكبير في الروايات التاريخية.



