الجند المرتزقة في قرطاجة (241–237 ق.م)
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
إن الصراع القائم بين الإمبراطورية الرومانية والقرطاجيين في منطقة البحر المتوسط والتنافس الشديد بينهم للسيطرة على صقلية، أدى في النهاية إلى قيام حرب طويلة، وكان لابد وأن ينتصر أحدهما، ويزيل الآخر من الوجود، وهذا ما حدث، حيث كانت النهاية مأساوية بهزيمة قرطاجة في نهاية الحرب البونية الأولى، وكان من نتائجها إبادة حكومة قرطاجة للجنود الليبيين والأجانب الذين كانوا في صفها في حروبها ضد الإغريق وروما، وقام القادة القرطاجيين بالتخلي عن باقي الجند دون دفع أدنى مستحقاتهم المترتبة على قرطاجة.
وعقب انتهاء الحرب البونية الأولى قام الجنود المرتزقة في مدينة قرطاجة بإعلان التمرد على الحكومة القرطاجية؛ وذلك لعدم حصولهم على مستحقاتهم المالية، فاندلعت ثورة الجند المرتزقة بالمغرب القديم، و ترتكز إشكالية البحث على إبراز دور الجند المرتزقة في الجيش القرطاجي وما قاموا به ضد قرطاجة، حيث خلصت الدراسة إلى أن الجند المرتزقة في قرطاجة تدمروا بداية من عدم دفع مستحقاتهم المالية ، ثم تحول التدمير إلى تمرد على قرطاج ومنها إلى ثورة ،واعتمد القرطاجيون صيغة الجندي المأجور، ومارسوا الإقصاء على الشعوب المغاربية وظلّوا يعتبرونها أقواما غريبة عنهم عوض دمجها سياسيا وعسكريا لمواجهة الخطر القادم من وراء البحر.