زيادة بعض الأفعال الناقصة، وبعض الأفعال التامة في التركيب

الملخص

الحمدُ للهِ الذي شرف اللغة العربية فجعلها لغة القرآن، ومنطق أهل الجنة يوم اللقاء في الجنان، واجتبانا منْ عبادِهِ المشتغلين بفنونها وأساليبها الحسان، تطلعا إلىٰ تذوق ألفاظها الجامعة للبيان، ورجاء تقوى الله وتقويم اللسان.  

والصَّلاةُ والسَّلامُ على معلمنا ونبيِّنا محمَّدٍ ﷺ الإمام، حامل لواء الحمد في ظل عرش الرحمن، صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، سيدِ الأوَّلينَ والآخِرينَ في الوجود، أمره ربه بتحدي البلغاء والأساطين علىٰ مر العهود فقال له: )قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ([هود: 13].

وبعد.. فأقدم بين يدي القارئ بحثا بعنوان: « زيادة بعض الأفعال الناقصة، وبعض الأفعال التامة في التركيب »؛ ليتناول زيادة " كان"، مع أخواتها: "أصبح، وأمسى، وأضحى"، وبعض الأفعال: الماضية والأمر التامة عند القائلين بزيادتها، محاولا استقصاء شواهدها من النصوص النثرية والشواهد الشعرية.

والدافع إلىٰ بحثها: أن الزيادة تعد أسلوبا من أساليب اللغة، ونوعا من أنواعها الكثيرة، وسمة من سماتها المتميزة التي نزل بها القرآن الكريم ليرفع شعارها: دنيا وأخرى، تحديا وإعجازا. إن الزيادة هي من أصول اللغة العربية المقررة، وشواهدها في بعض أنواعها كثيرة ومستفيضة، وليست على حد واحد، والقول بزيادتها كانت أقوالا متفرقة في كتب النحو، واللغة، والتفسير، والأصول، وغيرها. فالزيادة في حروف المعاني كثيرة ومطردة، وفي الْأَفْعَالِ قليلة، وفي الْأَسْمَاءُ أقل نسبيا⁽[1]^).

ومن خلال جمع المادة، واستقصاء النصوص، ومعالجة الشواهد المتعلقة بالبحث اقتضت المنهجية أن يسير المخطط وفق مقدمة، وتمهيد، ومبحثين لكل منهما مطالب، وخاتمة بأهم النتائج والتوصيات، ثم فهرس بالمصادر والمراجع.

([1]) قال الفراء في توجيه لفظ: )الحقّ( من قوله تعالى: ) وَإِذْ قالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ ( [الأنفال: 32]: « في )الحق( النصب والرفع، إن جعلت )هو (اسمًا رفعت الحق بهو. وإن جعلتها عمادًا بِمنزلة الصلة نصبت الحق. وكذلك فافعل فِي ‌أخوات ‌كَانَ». معاني القرآن (1/ 409)، وانظر: البرهان في علوم القرآن، للزركشي، ت: محمد أبو الفضل إبراهيم (3/ 72 وما بعدها).