غلو الخوارج في الدين وتطرفهم وآثاره في العصر الحاضر) دراسة تحليلية(

الملخص

يتناول البحث مسألة الغلو والتطرف في الدين وآثارهما في العصر الحاضر؛ وأن ذلك من أكثر المفاهيم التي تثير نقاشات وجدالات كثيرة بين الكتّاب والباحثين في هذا العصر، وذلك لارتباط المسألة بمعاني مفاهيم أخرى، كـالتشدد والأصولية والإرهاب، والعنف الفكري، والإفراط والتفريط، وغيرها من المفاهيم وما يسببه ذلك من آثار سيئة في بنية المجتمع وأمنه وسلامته، الأمر الذي يحتم دراسة هذه الظاهرة وتشخيصها، ثم محاولة وضع حلول ناجعة لها على ظل ما تعانيه أغلب المجتمعات العربية المسلمة من صراعات فكرية؛ نتيجة ظهور الغلو الديني والتطرف، بشكل مزّق تلك المجتمعات وأفقدها أمنها الاجتماعي وترابطها الأسري. فالظاهرة وجدت عند الهندوس والمجوس، وعند اليونان والرومان، وعند اليهود وأحبارهم، والنصارى ورهبانهم، وقد انتقل تأثيرها إلى العديد من الفرق الإسلامية لاحقا؛ حتى وصل الأمر إلى حد تبديع، بل تكفير بعض المسلمين لبعضهم، مستغلين ذلك في إثارة الفتن والاقتتال والتناحر فيما بينهم ولا تزال آثار ذلك واجتراره بين كثير من متشددي هذا العصر ومفكريه، تحت عباءة الدين، وبخاصة بعد أن استطاع فريق من المتشددين وعلماء السلطان المعاصرين من اجترار نظرية طاعة ولي الأمر المطلقة، وجعلها قطب الصراع، وإطلاق اسم الخوارج على كل من يخالفهم الرأي في انتقاد طاعة ولي الأمر المطلقة، مهما ظلم وأفسد في الأرض بغير حق، ولو قتل ظلما، ولو زنا علنا على التلفاز فلا يجوز الإنكار عليه، ومن ينكر عليه ذلك فهو خارجي ضال مضل، يجب قتله والتنكيل به والتقرب بذلك إلى الله.