إيلاف قريش وأثره على العلاقات الخارجية في المجتمع المكي " سياسياً ، اقتصادياً ، اجتماعياً "

الملخص

    مما لا شك فيه أن شبه الجزيرة العربية بموقعها الجغرافي الممتاز قد قامت بدور مهم في تجارة العالم عبر مختلف العصور ، وخاصة فترة ازدهار التجارة القرشية ، وكونت بمياهها الهادئة وشواطئها الصالحة للملاحة  وتوسطها قلب العالم القديم حلقة وصل رئيسة تربط بين أقدم عالمين عرفتهما البشرية عالم الثروات الطبيعية في الشرق ، وعالم البحر المتوسط في الغرب .

    وعندما بدأت الصراعات تتزايد حول طرق التجارة بين دولتي الروم والفرس في شبه الجزيرة العربية من ناحيتها الشمالية والجنوبية ، ظهرت مكة بقيادة قريش على النحو الذي ستتناوله هذه الدراسة ، لتساعد التجارة الشرقية في مواصلة نقلها من شبه الجزيرة العربية إلى كافة أقطار العالم و خاصة الدولة البيزنطية ، التي كانت بحاجة إلى سلعها ، مثل البخور والعطور والحرير والتوابل ، وأخذت هذه التجارة تزدهر شيئاً فشيئاً حتى أصبحت مكة الوسيط التجاري الوحيد الذي لا منافس له في المنطقة بتنظيمها وقوافلها .

    وعلى كثرة ما كتب في هذا الموضوع ، فلا زالت المكتبة الليبية بحاجة إلى دراسة علمية موضوعية ومتكاملة لبداية تاريخ مكة السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الفترة التي تم اختيارها لهذا الدراسة ، لأن مثل هذه الدراسة من شأنها أن تكشف عن طبيعة العلاقات المكية في مراحلها الأولى وهذا الكشف ضروري لمعالجة العلاقات القرشية وتحليلها تحليلاً موضوعياً يمكّن من معرفة تاريخ الدولة بعد ظهور الإسلام معرفة جيدة ، وعليه فقد ركزت هذه الدراسة على تطور نظام الحكم في مكة قبل ظهور الإسلام ، (نظام الإيلاف) كخطوة سياسية لدار الندوة ، وعن أحوال مكة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وذلك لتبلور الدور المهم الذي قام به الإيلافيون ، ودورهم السياسي في النهوض بالمجتمع المكي في جوانبه الاقتصادية والاجتماعية والأدبية والفكرية وربطها بالنظام السياسي ، وأثره على المجتمع القرشي .