تأويل النص الشعري قصيدة "حين لا تصل" للشاعر الليبي محمد المزوغي أنموذجًا

الملخص

الملخص:

الفرق بين الشعر والنظم يشبه الفرق بين الشمس والقمر، فالشعر يمتاز بصدق التجربة الشعورية، وقوة العاطفة المبثوثة فيه، وفضاء الخيال الرحب، ويعبر بجلاء عن قدر المعاناة التي مر بها الشاعر بأسلوب جزل، ولغة موحية، تحدث أثرًا في المتلقي، فيكون له صدى في قلبه، يتلذذ بسماعه، ويستمتع بمطالعته، وتأمله، وتأويله، والنص الشعري الإبداعي هو نصٌ منفتحٌ على قراءاتٍ عديدةٍ، نصٌ يتضمن دلالاتٍ كثيفةٍ، ويوحي بمعانٍ تتفاوت وضوحًا وجلاءً، وهذا أحد أسرار المتعة التي يجدها المتلقي حين يتعامل مع الإبداعي المنفتح؛ لأنه نصٌ يأبى الابتذال، ويرفض الكشف عن معنىً نهائيٍّ يمكن الجزم به، وشعر محمد المزوغي يزخر بمظاهر إبداعيةٍ عديدةٍ، منها انفتاح النص على آفاقٍ ومعانٍ تجعل المتلقي يتفاعل مع النص الشعري، ولا يمل سماعه أو مطالعته؛ لأنه في كل مرةٍ يكتشف ما يقوده إلى فهمٍ جديدٍ ودلالاتٍ فريدةٍ، وإيحاءاتٍ تكشف معانٍ من زاويةٍ مغايرةٍ، وفي هذه الدراسة نناقش مظهرًا من مظاهر براعة الشاعر الليبي محمد المزوغي في تصوير المعاني، وبناء النص وفق أسلوبٌ فريدٍ يدل على علو كعب الشاعر في هذه الصناعة، وذلك من خلال هذه القراءة التأويلية التي تقوم على منهجٍ تحليليٍّ يستند على معطياتٍ لغويةٍ واجتماعيةٍ تساعد على إحصاء الدلالات المتوقعة، لتأويل المعاني المضمرة، ولكشف القصد الخفي من وراء العمل الأدبي.