دور مؤسسات المجتمع المدني في مكافحة الفساد في ليبيا
Main Article Content
Abstract
يعد الفساد الجريمة الأكثر خطرا من الجرائم التي تنال من قيم العدالة وسبل تنمية وتطور المجتمعات المعاصرة، فهو العامل الأكثر تخريب وتدميرا للمجتمعات الفقيرة والنامية، وسببا مباشرا في ضياع فرص التقدم، والرفاهة الاجتماعي والاقتصادي، وإحباط خطط التنمية، وفي زيادة الفقير فقرا، كما انه يفقد الناس ثقتهم بقياداتهم ولو كانوا مخلصين وذوي نوايا حسنة، وكثير ما قاد الفساد الدول، التي يجد له فيها مرتعا خصبا، إلى هاوية الانحدار الأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي
كان الفساد في الماضي يعتبر ظاهرة متفشية لدرجة ان معالجتها كانت تشكل تحديا لا يمكن التغلب علية، غير ان المجتمع الدولي شهد، خلال السنوات الماضية، تغيرا ملحوظا وايجابيا في الكفاح العالمي ضد الفساد قبل هذا التغير الهائل، لم تكن البلدان راغبة حتى في البحث بأمر الفساد، وكانت تعتبره مشكلة داخلية ليس إلا. وهناك اليوم عدد من التجمعات الآليات المتعددة الأطراف التي أنشئت خصيصا لمعالجة مشكلة الفساد.
ولهذا برزت الحاجة إلى ضرورة مكافحة الفساد والقضاء علية، ووضع في الاعتبار انه يمثل مسئولية تقع على عاتق الجميع ويجب أن تتعاون منظمات المجتمع المدني بكل تفرعاتها مع الجهود الحكومية في مكافحة هذه الظاهرة، وأن تلعب دورا حيويا ومؤثرا، ولابد كذلك أن تقدم الحكومة كافة أوجه الدعم والمساندة للمجتمع المدني بما يعزز الشراكة الفاعلة ويؤدي لتحقيق الهدف المنشود لمكافحة الفساد.