الانسجام الصوتي وأثره في النحو

محتوى المقالة الرئيسي

يوسف دخيل علي زائد

الملخص

إنّ ظاهرة الانسجام الصوتي ظاهرة مستعملة في النصوص الفصيحة القديمة نظما ونثرا، فقد لجأ العربي إلى تغيير بعض الأصوات لتتشاكل مع صوت آخر سابق لها، أو لاحق لها، أو واقع في جملتها؛ ليُحدِث بذلك نوعا من الانسجام والتناغم بين الأصوات، وليفرّ من التنافر الذي يسببه بقاء تلك الأصوات على حالها.


ولأجل إحداث هذا التشاكل والانسجام، وفرارا من التخالف والتنافر، ورغبة في السلاسة والسهولة في المنطق لم يراع حتى علامة الإعراب التي هي دليل المعاني، بل غيّرها ولم يبال بذلك؛ إذ كان يحدث الانسجام المنشود بين الأصوات. فإذا وجد مندوحة لتحقيق الانسجام، لتخفيف ممّا رآه مستثقلا ولو بمخالفة قواعدها لم يجد غضاضة في ارتكابه، وعدّه من حسن اختياره ودقيق صوابه؛ لتكون لغته سلسة سهلة في نطقه، خفيفة على أسَلَة اللسان وذلقه، عذبة الموقع على مسمعه، متماشية مع رهافة حسّه وسليم ذوقه؛ فسهولة الانتقال بين مخارج الأصوات عند الكلام يزيد في جمال اللغة وبهائها، وحلاوتها وحسن أدائها، وإذا ما اقترن هذا البهاء مع دقة البيان في المعاني، وحسن الصياغة في المباني، فذلك يجعلها في غاية الجمال، وينأى بها عن الدركات إلى درجات الكمال.


وقد راعى العربي ذلك في عديد من المواضع منها: الأصوات المتجاورة، وانسجام الفواصل، والتوافق بين الأصوات في جملتها... إلخ.

التنزيلات

بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.

تفاصيل المقالة

كيفية الاقتباس
زائد ي. (2023). الانسجام الصوتي وأثره في النحو. مجلة العلوم الإنسانية والتطبيقية, 8(16), 517–532. استرجع في من https://khsj.elmergib.edu.ly/index.php/jhas/article/view/469
القسم
المقالات