الاستعارة في ضوء البلاغة الجديدة موقع الاستعارة بين النّسق الحجاجيّ والتّجلّي الإعلاميّ
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أمّا بعد: سنحاول باختصار شديد في ورقتنا تقديم مقاربة بين الحجاج والنسق الاستعاري لنلج بعدها الى الاستعارة والتجلي الاعلامي إن ما يحدد ماهية الاستعارة وأهميتها إنما هو الدور الذي تنهض عليه في الخطاب الذي تركن اليه. إذ تشكل الاستعارة مقاصد حجاج الخطاب وتشكله، فقد عدت أداة إقناع منذ نشأة البلاغة بوصفها وسيلة تأثير في الجمهور باستعمال و سائل خطابية عبر البرهان وسائل تصبو إلى جعل المحتمل أكثر جاذبية، و الاستعارة إحدى هذه الصور البلاغية إذ يلجا المتكلم إلى إقناع المتلقي والسعي إلى تغيير موقفه الفكري والعاطفي من خلال استعمال صور بيانية مختلفة، كما قد يلجا إلى توظيف أبدعها و أفردها ليطرب السامع و يحمله على التجاوب فيتحقق بذلك الغرض التواصلي بينهما ولم تكتف البلاغة الجديدة بالإقناع اللساني فحسب، بل تجاوزته إلى الانتاج اللالساني، من ملصقات إشهارية وأفلام وثائقية، أو صور على صفحات الجرائد ومواقع النت أو حتى الموسيقى يرتهن الاداء التواصلي في وسائل الاعلام على نجاح الخطاب الاعلامي وقدرته على التأثير في جمهوره، إذ يعمد المروج في إنجاح خطابه الاشهاري كالترويج لسلعة أو خدمة معينة، إلى لغة تتناسب ونفوس المتلقين بهدف التأثير فيهم واستمالتهم نحو هذه الدعاية، كما يجعلها إيحائية تكتسي طابع الإبهام حتى تلفت انتباههم أكثر كمطالعة صحيفة أو مشاهدة السينما، فاستفادت الوسائل الاعلامية السمعية منها والبصرية من الصيغ البلاغية المتعددة لاستمالة فكر المتلقي وعاطفته وشكلت بذلك نسقا دالا تواصليا مع جميع فئات المجتمع. وحيثما وجدت صورة إشهارية أو ملصقة تجارية كان الخطاب البلاغي حاضرا وفعالا، ولكي تجد صداها عند الجمهور عليها أن تتحلى بلباسها الاستعاري المنمق لتحقق الفعالية.