ملامح الاستدامة البيئية في المساكن التقليدية بالمدن الصحراوية الليبية: غدامس كحاله دراسية
الشريط الجانبي للمقالة
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
الملخص:
تتسم ليبيا بتنوع واضح في خصائصها المناخية والطبوغرافية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية بسبب اتساع رقعتها الجغرافية، وبالتالي فقد تكونت منذ القدم أنماط معمارية متباينة في المناطق الصحراوية والساحلية والجبلية، بما يلبي احتياجات السكان وبما يتلائم مع الظروف البيئية. تكمن المشكلة البحثية لهذه الورقة في وجود فجوة عميقة مابين المساكن في البيئة الصحراوية قديما ومابين المساكن المعاصرة ولعدم وجود أي تشابه بينهم. يهدف البحث إلى محاولة تسليط الضوء على أوجهه وملامح الاستدامة في الإسكان الصحراوي التقليدي وتحديداً مدينة غدامس، بغية الوصول إلى استخلاص مؤشرات للاستدامة التي من الممكن تطبيقها عند تصميم المساكن المعاصرة من أجل التقليل من التاثيرات السلبية على البيئة. يعتمد البحث على المنهج الاستقراي والاستنباطي من خلال دراسة وتحليل المفرادات المعمارية للمساكن التقليدية الصحراوية في ليبيا. تم تجميع المعلومات والبيانات من خلال الزيارات الميدانية للمدينة والتقاط بعض الصور لمساكن المدينة وإجراء رفع مساحي لبعض المساكن. في هذه الورقة البحثية سيتم اعتماد أحد معايير تقييم الاستدامة وهو معيار زيادة الطاقة والتصميم البيئي (LEED) ومحاولة تطبيقه على مبادئ ومفاهيم العمارة التقليدية للمساكن في المنطقة الصحراوية غدامس. أفادت نتائج البحث أن تصميم المساكن التقليدية الصحراوية قد تعاملت مع معطيات البيئة والاستدامة بكفاءة عالية. كما خلصت الورقة البحثية إلى أن أسس ومبادئ الاستدامة المعمارية كانت متأصلة ومازالت في المساكن التقليدية الصحراوية وقد طبقت بشكل تلقائي وعفوي في تصميم شامل والتي منها استدامة الموقع من خلال الشكل والتوجيه و استخدام مواد البناء المحلية والصديقة للبيئة والاعتماد على التهوية والإضاءة الطبيعية والمحافظة على الطاقة والمياه. اختتمت الورقة بإدراج بعض التوصيات التي من شأنها تقليل الفجوة ما بين العمارة المحلية والمعاصرة لتصميم مساكن في المناطق الصحراوية يراعى فيها تطبيق مفاهيم الاستدامة المعمارية.