المـُـقحَمات في الحديث الشريف
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
يتناول هذا البحث قضية الإقحام محصورة في الحديث الشريف، من كلام الرسول -صلى الله عليه- وسلم متنوعة بين الاسمية والحرفية، وهي ظاهرة مبثوثة في الكلام العربي شعره ونثره، وقد آثرت دراستها في الحديث الشريف إسهاماً مني في دراسة الجانب النحوي في الحديث الشريف الذي يجب-في رأيي- الالتفات إليه لوجود مادة غزيرة صالحة للدراسة في كل القضايا النحوية والصرفية والبلاغية واللغوية.
والاحتجاج بالحديث مختلف فيه بين أهل النحو- كما هو معلوم- فمنهم من منعه، ومنهم من أجازه ولكل دليله[1]، واعتمد هذا البحث كتب الصحاح الست ومسند الإمام أحمد في دراسة هذه الظاهرة، كما اعتمد الأحاديث التي بلفظ الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا بلفظ الصحابي، وهي دراسة وصفية انتقائية.
وهذا البحث مختلف عن رسالة: (ظاهرة الإقحام في التراكيب اللغوية) لخالد بن عبد الكريم بسندي، في أن صاحب البحث لم يقصر بحثه على الحديث الشريف، بل شمل القرآن متمثلاً في سورة البقرة، وشمل الشعر وخصّه بدراسة شعر امرئ القيس، وعبيد الله بن القيس الرُّقَيَّات، وبشار بن برد، والشوقيات، وخصّ الحديث بدراسة نماذج من صحيح البخاري بعضها لم تكن من لفظ الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث درس ستة وعشرين حديثاً، منها سبعة عشر حديثاً بلفظ الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتسعة أحاديث ليست بلفظه، كما درس نماذج من البخلاء للجاحظ. والأيام لطه حسين، والمقال الاجتماعي والمقال السياسي والمناظرة. أمّا صاحب بحث:(الإقحام في التراكيب العربية)[2] فلم يذكر إلا حديثاً واحداً، وهو:" إنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ "[3] شاهداً لابن مالك على زيادة (مِن) في الإيجاب.
[1] - من المانعين: ابن الضائع، وأبو حيان، ومن المجوزين: ابن مالك، والرضي. انظر: بحث: النحويون والحديث الشريف، صالح صافار، مجلة الساتل،العدد:2 ، ص:41-52 ، جامعة السابع من أكتوبر، العدد الثاني، يونيو/الصيف، 2007، السنة الأولى
[2] - انظر: ص246.
[3] - صحيح مسلم: 945، كتاب: اللباس والزينة ، باب: تحريم تصوير صورة الحيوان..إلخ، الحديث: 5538، والسنن الكبرى للنسائي:8/461، كتاب: الزينة، باب: التصاوير، الحديث:9709، 9710.