الصراع بين النصرانية والمسيحية في أوروبا خلال العصور الوسطى
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
ليس هناك خلاف بأن التجربة الروحية للإنسان واحدة عبر امتداد الزمن واختلاف المكان، فقد جاءت دعوات الرسل والانبياء بفكرة التوحيد على مستوى العقيدة والمجتمع، وإلى تنقية المجتمعات من الشوائب الحضارية التي علقت في العقل الاخلاقي لتلك المجتمعات، نتيجة الانجراف بتلك الفكرة (فكرة التوحيد)، أو الانحراف في الاسلوب للوصول لتلك الفكرة التي نادى بها الرسل الذين ما إنفكوا يؤكدون على فكرة التوحيد وبيان الاسلوب المرتكز على حرية الانسان وتخليصه من كافة أشكال التسلط والاستعباد الذي مارسته عليه المؤسسة الدينية منذ فجر التاريخ الانساني المتمثلة في كهنة المعابد الوثنية للمتحدثين باسم الآلهة التي لا تقول شيئاً.
ثم تطورت المؤسسة الدينية التي عملت عبر التاريخ على استغلال الدين، وذلك باحتكار فهم النصوص المقدمة وأدخلت التجارب الروحية للإنسانية إلى مرحلة السرية والغموض وارتبطت العلاقة بين الكهنة (رجال الدين) والأباطرة (رجال السياسة) في حلف تاريخي من أجل تحقيق مصالح ذات أبعاد سياسية واقتصادية، وهو ما نراه بوضوح من خلال العملية الاستقرائية في تاريخ أوروبا خلال العصور الوسطى، فقد شوهدت (رسالة النبي عيسى عليه السلام) الذي جاء داعياً إلى عبادة الله الواحد، وتحقيق السلام والفضيلة، وبذلك التحالف المقيت بين الكهنة والأباطرة تحولت تلك الدعوة السامية إلى نموذج للشرك في عبادة الثالوث المقدسي (الأب ـ الإبن ـ الروح القدس) وجعلوا من الله الواحد الأحد ثالث ثلاثة، هذا التحريف الواضح في طبيعة هذه الديانة وتشويه نصوصها وتسميتها بالمسيحية أدخل أوروبا في حرب دينية طويلة الأمد بين القبائل الجرمانية والامبراطورية الرومانية، لتنتهي بهزيمة القبائل الجرمانية النصرانية وانتصار الكهنة والأباطرة الرومان المسيحيين (المشركين)، وعليه فإننا نخلص للقضية الآتية: (كلما كان التحالف قوياً بين رجال الدين والسياسيين كلما هزمت الحقيقة).