العرب والعجم في الإسلام منذ الفتح حتى القرن الثالث الهجري.
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
شهد المجتمع العربي الإسلامي، منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدين، امتزاجاً بين معظم العناصر التي انضمت تحت لواء الإسلام فأصبحت من المدافعين عنه، والعاملين على نشره، بل إن بعض الأعاجم سبقوا العرب أنفسهم في الدخول للإسلام، ونالوا تقدير العرب، وارتقوا إلى مراتب متميزة، واستطاع الأعاجم بدورهم أن يكونوا روابط خاصة في الحياة الاجتماعية فاحتكوا بالعرب عن طريق المصاهرة، واشتغلوا بالوظائف الإدارية وقدموا خدمات متنوعة، إلا أن ذلك لم يكن ليجد مكانه عند الأمويين الذين تعصبوا للعنصر العربي، وعملوا على التخلص منهم شيئاً فشيئاً، لأنهم رأوا في تزايدهم خطراً على سلطانهم ونسبهم، ورغم تمسك الخلفاء الراشدين ومن ساندهم من العرب بمبدأ المساواة بين العرب والأعاجم، إلا أن البعض من الأشراف ورؤساء القبائل، كانوا يمقتون ذلك، ويحرضون على الخلفاء بأنهم يفضلون الأشراف من العرب وقريش على الأعاجم، لذلك من الصعب أن نجزم إن الموالي والأعاجم في زمن الرسول والخلفاء الراشدين، كانوا ينعمون بالمساواة، ويسيرون جنباً إلى جنب مع العرب، هذا بالإضافة إلى أن المسلمين الأوائل من العجم كانوا عوناً للعرب في تثبيت سلطانهم وتعريفهم بمن بقي منهم على الذمة، وكانوا واسطة اتصال بين الطرفين في مختلف المجالات.