دور الجانب التعليمي في اثراء الحياة الاجتماعية بولاية طرابلس الغرب اثناء الحكم العثماني الثاني
Main Article Content
Abstract
مثل الدين الإسلامي في هذه البلاد والذي حملته الفتوحات الإسلامية منذ عام 11 هجري (623 م ) القاعدة الأساسية التي ترتكز عليها حياة المواطنين وعلاقتهم فيما بينهم أو مع الدولة ، فإدارة حياتهم اليومية وحل منازعاتهم وخصومتهم تسير وفق المذهب المالكي الذي انتشر على هذه الأرض على يد العالم والفقيه الجليل الطرابلسي المولد والنشأة ( علي بن زياد )( الشريف ، 1999 ، 40 ) الذي ارتحل إلى المدينة المنورة وأخذ المذهب المالكي من مؤسسه الفقيه أنس بن مالك ( 93/ 197ه) ومن ثم عاد إلى طرابلس وبداء في نشر هذا المذهب وانتقل للتدريس في جامع القيروان الكبير حيث تتلمذ على يده العالم والقاضي ( سحنون ) الذي يشار إلى دوره في نشر المالكية في شمال إفريقيا كلها فيما بعد إضافة إلى ذلك فقد انتشر المذهب الاباضي في بعض ربوع هذه البلاد في بعض أجزاء مناطق الجبل الغربي و زوارة ، ومع وصول العثمانيين إلى هذه البلاد استجد أمرن أولهم دخول المذهب الحنفي مذهب الدولة العثمانية الرسمي إلى هذه البلاد ، والأمر الآخر هو تعدد الطرق الصوفية وتغلغلها في أواسط العامة ( بن موسي ، 1988 ، 66 ) ، هذا الأمر حصل بدعم من العثمانيين بحيث أصبح لكل قرية شيخها ووليها الصوفي الذي تتبرك به وتقدم له النذور وتخصه بالزيارات وإقامة الحفلات الدينية عند ضريحه ، وإن كان لابد أن نشير إلى أنه على الرغم من ذلك فقد كان المجتمع متديناً في أغلبه على الرغم من تلك المكانة التي كانت لهؤلاء الصوفيين ومنفتحاً على باقي شرائح المجتمع الأخرى ، ففي حين كان هؤلاء الصوفيون يحيون المناسبات الدينية بكل حرية ،كان النصارى يحيون عيد الفصح كذلك بكل حرية واحترام حيث يقوم الوالي باستقبال القناصل الأوربيين لتقديم التهنئة لهم في ظل التسامح الذي اشتهرت به المدينة cowper . 32) ).